یدالله ملایری؛ معصومه صیامی
چکیده
یعدّ إلياس خوري من أبرز الروائيين العرب في مجال إبداع الروايات العجائبية العربية. وللتناول الفني للزمن دورٌ فاعل في خلق عالم روائي مكثف معقّد للكاتب، ومن بين المفاهيم الزمنية فإنّ لتقنيات المدّة وظيفة أساسية في خلق هذا العالم، لا سيما في رواية أبواب المدينة القصيرة المكثفة المشفرة . وتعدّ المدة من المفاهيم الزمانية الأساسية في ...
بیشتر
یعدّ إلياس خوري من أبرز الروائيين العرب في مجال إبداع الروايات العجائبية العربية. وللتناول الفني للزمن دورٌ فاعل في خلق عالم روائي مكثف معقّد للكاتب، ومن بين المفاهيم الزمنية فإنّ لتقنيات المدّة وظيفة أساسية في خلق هذا العالم، لا سيما في رواية أبواب المدينة القصيرة المكثفة المشفرة . وتعدّ المدة من المفاهيم الزمانية الأساسية في النقد البنيوي لا سيما في نظرية جيرار جينيت الروائية. وتحاول هذه الدراسة تسليط الضوء على بنية أبواب المدينة الزمنية من خلال استخدام مفهوم المدة بتقنياته الأربع (وهي المجمل، والحذف والوقفة والمشهد) كما نظّر لها جينيت، فهذه التقنيات لها وظيفة أساسية في جعل الرواية مبهماً مشفراً. أن تختزل هذه الرواية مدةَ ألف عام من زمن القصة في 112 صفحة خيرُ دليل على التوظيف الفني الماهر للزمان ولا سيما للمدة الزمنية، وهي نتاج مقارنة بين المدة الزمنية الكرونولوجية للقصة والمدة الزمنية المتخيلة للحكاية. وعملت المدة بتقنياتها الأربع على تسريع وتيرة الحكاية وتبطيئها مسهمة بذلك في تشفير الرواية أو فك هذا التشفير، فأسهمت تقنياتا المجمل والحذف في تسريع الزمن وتشفير الحكاية، في حين أن تقنيتي الوقفة والمشهد أثرتا في تبطيء الزمن وفك التشفير، مع أنّ هناك وبالنسبة للحذف تبطيء للزمن في الرواية، وذلك حين يتعلق الأمر بالحذفين الضمني والافتراضي، مما يسهم في تشفير الحكاية وفك التشفير معاً. وتبدى لنا أخيراً أنّ الاستخدام الماهر لتقنيات المدة مكّن الرواية من اختزال "ألف عام" من القصة أوالتاريخ في نص قصير مفعم بالرموز والإشارات.